نظام الدرع الصاروخية الأميركي.. الرواية الحقيقية

تزايد اللغط كثيراً بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك
أوباما وقف خطط سلفه جورج بوش القاضية بنشر نظام درع صاروخي لاعتراض
الصواريخ في بولندا ونظام رادار حرب النجوم المكمل له في جمهورية التشيك.
ما من شك أن ناشطي السلام في هذين البلدين قد توفر لهم السبب للاحتفال بعد
ما بذلوه من جهود لإيقاف هذين المشروعين. لكن يجب ألا تأخذنا الغبطة بل
التطلع للخطوة التالية التي ستقوم بها إدارة أوباما. فخلال مراقبة ما قام
به أوباما في الأشهر الثمانية من وجوده في البيت الأبيض تبين أن ما يعطيه
باليد اليمنى يأخذه باليسرى.

في خطابه الذي ألقاه في السابع عشر من شهر أيلول الحالي قرر أوباما أن
نظام الدفاع الصاروخي الجديد الذي يخطط له لأوروبا سيكون أكثر شمولية من
النظام السابق الذي خطط له بوش وسيتم تعزيزه عبر إشراك حلف الناتو فيه.
وترك أوباما لوزير دفاعه روبرت غيتس مهمة شرح تفاصيل تشييد هذا النظام.

وقد بيّن غيتس أنه هو من اقترح منذ ثلاثة أعوام أن يتم نشر نظام الدرع
الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك. واختتم بأن الخطة الرئيسية لم تعد
هي الأسلوب الأفضل الذي تبنى على أساسه المشروعات لمواجهة التهديد
الإيراني القائم. وعليه، فبدلاً من الصواريخ الدفاعية المعترضة التي ستدمر
الصواريخ في منتصف طريقها نحو الهدف والتي كانت نتائج التجارب التي أجريت
عليها سيئة للغاية، قرر البنتاغون نشر نظام دفاع صاروخي أثبتت التجارب
نجاعته في شرق وغرب أوروبا يعتبر هو الأنسب لذلك النوع من التهديد الذي
تشكله إيران.

ويعمل المجمع الاستخباراتي الأميركي الآن على تقييم التهديد الذي تشكله
الصواريخ الإيرانية القصيرة والمتوسطة المدى مثل صاروخ (شهاب 3) الذي يقوم
الإيرانيون بتطويره بسرعة متزايدة. وفي هذا الإطار قال غيتس: إن «ذلك يشكل
تهديداً متزايداً وأكثر راهنية لقواتنا المتوضعة في القارة الأوروبية كما
لحلفائنا». وأضاف: «أثبتنا الآن قدرتنا على اعتراض الصواريخ القصيرة المدى
هذه عن طريق أنظمة صواريخ اعتراضية يمكن تركيبها على الأرض وعلى السفن
الحربية تكون مدعمة بأجهزة رادار فائقة التطور. ويتطلب منا هذا استخدام
شبكة رادارات موزعة على نطاق واسع تكون أكثر كفاءة من ذلك النظام الثابت
في منطقة واحدة كما كان متبعاً في جمهورية التشيك».

وقد زودت المدمرات البحرية الأميركية بصواريخ اعتراضية طراز (إس إم 3)
ستكون: «قادرة على توفير المرونة اللازمة لتحريك هذه المنظومة من منطقة
إلى أخرى» كما قال غيتس. وفي السنوات القادمة سيتم تطوير صواريخ (إس إم 3)
ونشرها على طول القارة الأوروبية. وكانت قد أجريت ثلاث تجارب ناجحة
لصواريخ (إس إم 3) منذ عام 2007 بما فيها عملية ضرب قمر صناعي حربي منتهي
الصلاحية حرك من مداره نحو الأرض في شهر شباط من عام 2008 ودمر بصاروخ (إس
إم 3) تم إطلاقه من مدمرة فيما اعتبره الكثيرون على أنه برهان على إمكانية
استخدام هذا النظام كسلاح ضد الأقمار الصناعية.

وكما كان متوقعاً كان رد فعل الروس سلبياً وهم لطالما عبروا عن قلقهم بأن
نظام الدرع الصاروخية الذي كان يشاد في بولندا وجمهورية التشيك سيتم
استخدامه لهجمات الضربة الأولى ضدهم. إلا أن قلق الروس لم يتبدد كلياً مع
إعلان أوباما وقف برنامج الدرع الصاروخية على حدودهم. وتعليقاً على هذا
الأمر أوردت الواشنطن بوست بأن الرئيس السابق لمركز قضايا الأسلحة النووية
الإستراتيجية التابع لأكاديمية العلوم العسكرية الروسية الجنرال فلاديمير
دفوركين حذر من أن إعادة ترتيب نظام الدرع الصاروخية الأميركي يمكن أن
تستمر بتشكيل تهديد لروسيا حيث صرح لوكالة الإنترفاكس بأن: «كل شيء يتوقف
على المقياس الذي يقوم عليه هذا النظام، فإن كان سيشتمل على وسائل متعددة
تتضمن وسائط فضائية فعندها قد يكون بمقدوره تهديد قدرات الردع النووية
الروسية».

تقوم خطة أوباما لإنشاء نظام الدفاع الصاروخي هذا على ثلاث مراحل: المرحلة
الأولى عام 2011 حيث سيعمل البنتاغون على تجهيز السفن التابعة للبحرية
الأميركية العاملة في شرق المتوسط بصواريخ (إم إس 3). أما المرحلة الثانية
فستكون في عام 2015 الذي سيتمخض عن منظومة أكثر تطوراً من هذه الصواريخ
يتم توزيعها على الدول الحليفة. كما تجري المفاوضات حالياً مع بولندا
وجمهورية التشيك لنصب قسم من هذه الصواريخ على أراضيهما كما قال غيتس.
المرحلة الثالثة عام 2018 سيتم فيها نشر صواريخ أكثر ضخامة وقدرة ستمكن
هذا النظام من حماية أوروبا والولايات المتحدة من هجمات الصواريخ القصيرة
ومتوسطة المدى وفي مرحلة لاحقة الصواريخ العابرة للقارات.

هذا التبديل الذي طرأ على المشروع، كما أفادت شبكة بلومبيرغ التلفزيونية
نقلاً عن المحلل (روب ستالارد)، «يصب في مصلحة شركتي لوكهيد مارتن (وهي
أكبر شركة لمقاولات التسليح في العالم) ورايثيون وتتضرر منه شركة بوينغ.
فالاستغناء عن المواقع الثابتة للصواريخ الدفاعية في شرق أوروبا هو
استكمال لنظام الدرع الصاروخية التكتيكي الذي يدافع عنه غيتس».

يظهر أوباما الآن وكأنه قد تراجع خطوة للوراء عن المواجهة مع روسيا، لكنه
في الحقيقة ينفذ ما يقرره البنتاغون الذي ظل يردد لفترة طويلة بأن على
الأميركيين أن يوسعوا من نطاق نظام الدفاع الصاروخي ليشمل القطع البحرية.
هذا البرنامج الذي تم توسيعه مؤخراً على نحو دراماتيكي في منطقة آسيا
والمحيط الهادئ سيصبح الآن موضع انتقاد لدوره في توسيع العمليات الأميركية
في أوروبا.

من طرف ahmed السبت 03 أكتوبر 2009, 18:33

شكرا لك اخ سامر على هذا الموضوع القيم

ولكنى اتسال ماموقف الملسمين والعرب مما تفعله امريكا

كلها انظمه تابعه للاسف لامريكا ومنفذه لخططه وبدون مقابل

او بمقابل استمرار للحكام فى كراسيهم واى صوت يرتفع فى وجه امريكا لرفض ماتفعله

يكون الصف الاول فى الدفاع عن امريكا التى تمثل فى الاصل درع لاسرائيل ولسياستها

هذا الصف يكون من العرب والمسلمين التابعين لامريكا

جميع الحقوق محفوظة لشبكة همسات المحبة

نظام الدرع الصاروخية الأميركي.. الرواية الحقيقية

نظام الدرع الصاروخية الأميركي.. الرواية الحقيقية

رد: نظام الدرع الصاروخية الأميركي.. الرواية الحقيقية