الدوامة

الدوامة

تسيطيرين عليي كما يسيطر لحن موسيقي ساحر و مجنون على ذاكرة موسيقي
هذه السيطرة التي تجعلني أشعر بالإنتماء
أنتمي أليكِ كما ينتمي العاشق إلى مدينته
بأزقتها وزواريبها وياسمينها وناسها
مدينته ....التي يعيش لأجلها
فانا أبكي لأجلكِ ....لأنكِ مدينتي
مدينتي
التي تأخذني في زواريبها وحاراتها الضيقة إلى دوامة المجهول ....
مجهول العطر المتسكع في هوائها
والذي يصيبني بالطمآنينة والخطر بالشغف والبكاء المر
من منا لا يبكي لأجل مدينته

لا أخونكِ
هذا ليس وعداً
لأن الوعود أقل قامة منكِِِِ
هذا قدر
من منا يختار مدينته
من يخونكِ ليس منكِ
عابراً على أطراف النسيان
مطرود من رائحتكِ إلى الأبد
وأنا أصبحت منكِ

لطالمنا راودني التعب وأغراني بالإبتعاد عنكِ
لكن من يستطيع الخروج من الدوامة عندما يصير داخلها
ها أنا أصرخ من جديد
كطفل عجوز يلثغ باسمكِ أنتِ
كي يستحق الحياة
أعشقكِ
أعشقكِ بكل التفاصيل
كما تعشق الفراشة لهيب النار الحارقة
كما يعشق الياسمين انامل دمشقية عشقته
لأنكِ سيدة المطر
وهديل الحمام الذي يلعب في ساحات المساجد والكنائس

والغريب

أن كل ما تفعلين بي من شغف وأرق وعذاب وجنون وانتظار
هو الذي يقودني أليكِ
هو الذي يغرقني فيكِ اكثر
الدوامة 901396