حياتك التي امضيتها مع اصدقائك الثلاث

كان لانسان اصدقاء ثلاثة و كان لكل منهم معاملة تختلف عن الاخر و كان يفضل بعضهم على بعض و هذه طبيعت البشر يفضلون اناس على اناس و عمل عن عمل و لكن هذا الانسان وقع في مازق كبير و اراد ان يمتحن اصدقائه و يعرف من المعين له فذهب للصديق المقرب اكثر منه و روى له مشكلته و طلب مساعدته فما كان من هذا الصديق الا ان ابتعد عنه و قال له لا املك لك مساعدة و ذهب للصديق الثاني الاقل منه صداقة و قص عليه مشكلته فما كان من هذا الصديق الا ان قال له اذهب معك و اوصلك و لن ابقى معك ولا استطيع مساعدتك بعدها فذهب للصديق الاخير الذي لم يكن يتقرب منه كثيرا مثل من سبقه و قص عليه مشكلته فقال له هذا الصديق انا اذهب معك و اساعدك بكل ما استطيع لاخر المطاف و لن ابخل عليك فهل عرفتوهم
اما الصديق الاول فهو المال و كان المقرب منه و عند الموت لن يرافقه الا قبره فكان اول المتخلفين عن المساعدة و اما الثاني فكان البشر و الصحاب فلم يقبل بالمساعدة الا لتوصيله الى قبره و تركه ليواجه مصيره و حسابه اما الصديق الوفي الذي كان ابعدهم عنه فهو عمل ابن ادم و دينه فهذا الصديق الذي رافقه و وقف الى صفه في حسابه و اخرته
اللهم اجعنا من الذين يصادقون اعمالهم الخيرة و جعل عملنا خير صديق لنا و الحمد لله رب العالمين