توقيت القدس
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 118 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو أرادوس فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 9017 مساهمة في هذا المنتدى في 1730 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 9 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 9 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 61 بتاريخ الجمعة 22 نوفمبر 2024, 01:46
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
zorba | ||||
ماريا | ||||
santy | ||||
ahmed | ||||
أميرة الورد | ||||
قتلتها | ||||
co0o0l_girl | ||||
dodo | ||||
ashraf | ||||
بووددىى |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى سانتي على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط همسات المحبة على موقع حفض الصفحات
توقيت القدس
حوار مع الشاعر هارون هاشم رشيد
صفحة 1 من اصل 1
حوار مع الشاعر هارون هاشم رشيد
حوار مع الشاعر هارون هاشم رشيد
هارون هاشم رشيد، شاعر ومناضل فلسطيني من مواليد 1927، هو الآن في الثمانين من العمر تقريباً، أكثر أعماله صدر قبل سنوات عديدة، منها دواوينه "عودة الغرباء" 1956، "غزة في خط النار" 1958، "حتى يعود شعبنا" 1965، ودواوين كثيرة أخرى منها ما جمع في "المجموعة الشعرية الكاملة" التي صدرت في بيروت عام 1981 .. ومنها ما صدر منفرداً بعد هذا التاريخ مثل "رسالتان" 1986، "السؤال" مسرحية شعرية/القاهرة 1988، ولا ننسى كتابه الأشهر في مجال السيرة وعلاقتها بالأدب عن الشاعر الفلسطيني الراحل حسن البحيري بعنوان "مدينة وشاعر/حيفا والبحيري" دمشق 1975.
وطبعاً هناك أعمال أخرى لهذا الشاعر منها الشعر، ومنها المسرحية الشعرية والقصة .. وكل أعماله تدور حول فلسطين والعودة وترسيخ صورة الوطن الحبيب في ذاكرة كل فلسطيني من الأجيال المتتابعة.
- متى وكيف بدأت ملامح الشخصية الشعرية تتشكل عند الأستاذ هارون هاشم رشيد؟
أنا نشأت في بيت محب للشعر منذ الصغر منذ الصغر، أحسست أن الشعر يسكن في بيتنا الوالد كان لا ينام حتى يرتل أبياتاً من الشعر إما من شعر عنترة لأنهم كانوا يقرأون قصته في "الديوان" أو من ألف ليلة وليلة، كان يحب قبل النوم أن يرتل شيئاً من الشعر، وكنت أنام على سماعي لهذه الأصوات.
بالزمن الماضي القمح يطحن في المطاحن ثم يأتي إلى البيت وتقوم السيدات بنخله، هذا النخل يتم في الليل عندما ينام الأطفال، والدتي كانت دائماً عندما تقوم بهذه العملية أصحو عليها بالليل وهي تقرأ شيئاً (موزناً) شديد الشجن، أشعر وكأنما كانت تبكي وهي تقرأ ذلك، وكان لذلك أثر في حياتي كلها.
أول ما بدأت أعي أكثر، كنت يسعدني دائماً أن أسهر في "ديوان الشعر" ولو لوقت قصير لأستمع لشاعر الربابة. والدي كان يصحبني فترة الشتاء، كان لديه ديوان يسهرون فيه، ولكنه كان لديه حاجة مختلفة يوضع الفانوس ويقرأون إما من كتاب ألف ليلة وليلة أو كتاب عنترة. وعندما كبرت أكثر فوجئت أن والدي غير هذا الأسلوب، رغم العدد الكبير لهؤلاء الذين يحضرون. أخي الأكبر كان شاعراً، فاشترى مسرحيات أحمد شوقي وجعل يقرأها على الناس، من هنا تكوّن حبي للشعر وإحساسي بموسيقا الشعر. لذلك تستغرب أنني لم أحاول ولا استمتعت في علم العروض في الصف الثاني كنت أهرب منها، كنت اعتمد على أذني أكثر من اعتمادي على علم العروض.
- هل كان للنكبة أثر عليك وعلى شعرك، وخصوصاً أنك عايشتها وشهدت أحداثها؟
قبل أن تحصل النكبة، كنت معبأ ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين، وعايشت مراحل ثورة الـ36 وما بعدها، وعايشت مرحلة التقسيم، فتكون لدي موقف سياسي ضد الاستعمار وضد الصهيونية. قرأت كثيراً عن الصهيونية قبل 1948، ولكن عندما وقعت نكبة 48 كانت صدمة لي وللكثيرين من عمري في ذلك الزمان، الذين عاشوا ما قبل النكبة وأتيح لهم أن يزورا أو يعيشوا في المدن الفلسطينية. كان ذلك صدمة كبيرة لهم، خاصة عندما يأتي أناس كانوا يعرفون كيف يعيشون.
أما بالنسبة لي، كان هنالك علاقة بيني وبين العديد من المدن الفلسطينية. عندما كنّا في الصفوف الابتدائية كان والدي في نهاية كل عام، عندما يقترب موعد الامتحانات يقول لنا إذا نجحتم جميعاً "خليكوا تروحوا فسحة لبلد"، إما يافا أو بلد أخرى. كان لي ثلاثة أعمام يعيشون في يافا وقد زرت يافا أكثر من مرة أنا وإخوتي، فرأينا مدينة جميلة وأماكن جميلة سحرتنا وظلت ساكنة في قلوبنا، وكان لي عمّان في بئر السبع، وكنت أُفتن جداً بجمال المدينة، ولم أرَ في حياتي أجمل من ليالي بئر السبع.
كان لي شقيقة تسكن في حيفا، فذهبت إلى حيفا أول مرة فرأيت شيئاً لم أره قبلاً، جبل الكرمل وأشجار الصنوبر وميناءً جميلاً وأناس مختلفين، وأيضاً رأيت جزءاً آخر من وطني.
وذهبت أيضاً إلى الخليل وإلى القدس، كل هذه الأماكن زرتها قبل النكبة، وخالي كان مدير بريد مدينة عكا، زرتها واستمتعت جداً فيها، أحمل ذكريات جميلة جداً عن شواطئ عكا، عن السور، عن الجامع، عن القلعة، كل الأماكن الموجودة في عكا سكنتني.
الشاهد أن الطفولة تترك في الإنسان أكثر حتى من الكبر ذكريات الأماكن التي يزورها لذلك كانت صدمة كبيرة لي عام 48 عندما نودي علينا للذهاب إلى الشاطئ لمعونة إخواننا الذين يصلون. أتت مراكب على شاطئ غزة، لم يكن في غزة ميناء، فكانت تقف المراكب الكبيرة التي يأتي عليها المهاجرون في الداخل ثم يُحمل النساء أو الأطفال أو الشيوخ يحملوا على الأكتاف ويوضعوا في الزوارق والزوارق تنقلهم إلى الشاطئ وعند الشاطئ يتلقفهم آخرون كنت أنا أحد هؤلاء الناس وعشت معهم كل المرحلة وأذهب إلى المدارس التي أقاموا فيها ثم انتقلوا إلى بعض الجوامع ثم أقيمت الخيام.
وفي عام 1950 نُقلوا إلى معسكرات اللاجئين في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وهذا كله ترك أثر في نفسي، وبدأت من عام 48 وبعده بالكتابة، والتزمت بهذه القضية حتى هذه اللحظة، ولي 25 ديواناً كلها للقضية الفلسطينية.
- هل تذكر أول قصيدة كتبتها؟
نعم أذكرها، وذكرتها في الفضائيات وغيرها، أول قصيدة كتبتها عن المأساة كانت عندما بدأت هيئة دولية توزع خياماً على اللاجئين، خياماً صغيرة لها هيئة الجرس لذلك سماها اللاجئون خيام الجرس. أول مخيم وأول وتد ضرب كان في منطقة عند شاطئ غزة اسمها "الجميزات" فيها عدد كبير من "الجميز"، وكانت أول خيمة تنصب هناك، وأحسست في تلك اللحظة وأنا أنظر إلى نساء حيفا ويافا وغيرهم، كيف تبدلت حالهم وكيف يستطيعون العيش في هذه الخيام بعد عيش النعيم والرغد، ولو وضعت نفسي مكانهم ماذا يحصل لي، فكانت أول قصيدة لي وعنوانها "الخيمة السوداء" قلت فيها:
أخي مهما ادلهمّ الليل سوف نطالع الفجرا
ومهما هدّنا الفقرُ أخي سنحطم الفقرا
أخي والخيمة السوداء قد أمست لنا قبرا
غدا سنحيلها روضاً ونبني فوقها قصرا
غدا يوم انطلاق الشعب يوم الوثبة الكبرى
سنمشي ملأ عين الشمس نحدو ركبها الحرا
فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى
وكتبت البيت الأخير في مخيم البريج في مدخل الشارع الكبير، كانت طوال تلك المدة حتى خروجنا عام 1967 معلقة على قطع من قماش (فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى).
- كيف تقرأ الآن بيت الشعر هذا بعد مرور ستين عاماً على كتابته ؟
لدي شعور كبير بعد هذه السنين وبعد هذا العام أن الرجوع قريب. عندما حصلت النكبة، الناس الذين كانوا يعيشون في ذلك الزمان كانوا يقولون هي فقط أيام أو شهور وسنرجع، ثم بدأ اليأس يسري، لكن بعد سنوات قليلة بدأ استرجاع الأنفاس، الفرق بين أولئك الناس وهذا الزمان ممكن أن تراه مما يفعلون، قرأتم وسمعتم أن الصهاينة في ذلك الزمان قالوا "الكبار يموتون والصغار ينسون"، الصغار الآن والأجيال التي جاءت كانت أشد تمسكا بالأرض وحلماً بهذه المدن أكثر من الذين رأوها، بدليل حتى طريقة النضال اختلفت، الأهل يرسلون أبناءهم للشهادة والكتابات الإسرائيلية تتحدث عن نهاية (إسرائيل).
س: كنت مسؤولاً عن مكتب منظمة التحرير في القاهرة، ثم ممثلاً لفلسطين لدى جامعة الدول العربية حتى 2006، أليس من الغرابة بمكان أنك لم تغير خطّك المقاوم والرافض للعملية السلمية؟
عملت في المنظمة منذ قيامها، وكنت مسؤولاً عن إعلام منظمة التحرير في قطاع غزة وعندما انتقلت إلى القاهرة تسلمت مكتب المنظمة هناك، وكنت مسؤولاً عن الفلسطينيين فيها، وكلفت بأن أحضر لجاناً في جامعة الدول العربية، وأن أكون ممثلها ثم مندوباً مناوباً للمنظمة لدى الجامعة العربية، واستمريت في منصبي هذا حتى عام 2006.
وقد انتهجت نهجاً منذ أن كنت مدرساً في غزة، المدرس لديه منهاج معين يجب إعطاءه للطلاب، كنت أضع منذ اليوم الأول من عملي برنامجاً ومنهجاً آخرين، وهو ما يتعلق بفلسطين، هناك مقررة أن يحفظوها وأنا أضيف دروساً غير مقررة لأجل فلسطين، وهذا كان خارج المنهاج، كنت ألتزم بما هو مطلوب مني، وما هو مطلوب مني للوطن، وشاءت الأقدار أنني ما اصطدمت بمن يعترض على أسلوبي، وعندما اشتغلت بمنظمة التحرير لا أذكر منذ بدأت حتى انتهيت أن أحداً أعترض على أسلوبي.
ولم أغيّر ثابتة من الثوابت ولم ألتزم بأي تغير، وأذكر أثناء عملي كممثل للمنظمة لدى الجامعة العربية، أنّ وفداًَ من غزة بعد أوسلو جاءني، يقولون لي الوزير يطلب منك أن تشطب موضوعاً كان يتعلّق بالانتفاضة من برنامجك، فقلت عندما يأتي الوزير فليشطب ما أراد، أما أنا فلن أشطب أي شيء، أنا سخّرت السياسة للشعر وليس العكس، ما كنت أقوله شعراً كنت التزم به سياسياً.
- كلمة أخيرة لجيل ما رأى فلسطين، لكن قلبه يطوف في أرجائها كلّ يوم؟
أقولها لي وللأجيال الحاضرة والأجيال من بعدي إلى أن نعود:
عائدون إننا لعائدون
الحدود لن تكون
والقلاع والحصون
فاهتفوا يا لاجئون إننا لعائدون
هارون هاشم رشيد، شاعر ومناضل فلسطيني من مواليد 1927، هو الآن في الثمانين من العمر تقريباً، أكثر أعماله صدر قبل سنوات عديدة، منها دواوينه "عودة الغرباء" 1956، "غزة في خط النار" 1958، "حتى يعود شعبنا" 1965، ودواوين كثيرة أخرى منها ما جمع في "المجموعة الشعرية الكاملة" التي صدرت في بيروت عام 1981 .. ومنها ما صدر منفرداً بعد هذا التاريخ مثل "رسالتان" 1986، "السؤال" مسرحية شعرية/القاهرة 1988، ولا ننسى كتابه الأشهر في مجال السيرة وعلاقتها بالأدب عن الشاعر الفلسطيني الراحل حسن البحيري بعنوان "مدينة وشاعر/حيفا والبحيري" دمشق 1975.
وطبعاً هناك أعمال أخرى لهذا الشاعر منها الشعر، ومنها المسرحية الشعرية والقصة .. وكل أعماله تدور حول فلسطين والعودة وترسيخ صورة الوطن الحبيب في ذاكرة كل فلسطيني من الأجيال المتتابعة.
- متى وكيف بدأت ملامح الشخصية الشعرية تتشكل عند الأستاذ هارون هاشم رشيد؟
أنا نشأت في بيت محب للشعر منذ الصغر منذ الصغر، أحسست أن الشعر يسكن في بيتنا الوالد كان لا ينام حتى يرتل أبياتاً من الشعر إما من شعر عنترة لأنهم كانوا يقرأون قصته في "الديوان" أو من ألف ليلة وليلة، كان يحب قبل النوم أن يرتل شيئاً من الشعر، وكنت أنام على سماعي لهذه الأصوات.
بالزمن الماضي القمح يطحن في المطاحن ثم يأتي إلى البيت وتقوم السيدات بنخله، هذا النخل يتم في الليل عندما ينام الأطفال، والدتي كانت دائماً عندما تقوم بهذه العملية أصحو عليها بالليل وهي تقرأ شيئاً (موزناً) شديد الشجن، أشعر وكأنما كانت تبكي وهي تقرأ ذلك، وكان لذلك أثر في حياتي كلها.
أول ما بدأت أعي أكثر، كنت يسعدني دائماً أن أسهر في "ديوان الشعر" ولو لوقت قصير لأستمع لشاعر الربابة. والدي كان يصحبني فترة الشتاء، كان لديه ديوان يسهرون فيه، ولكنه كان لديه حاجة مختلفة يوضع الفانوس ويقرأون إما من كتاب ألف ليلة وليلة أو كتاب عنترة. وعندما كبرت أكثر فوجئت أن والدي غير هذا الأسلوب، رغم العدد الكبير لهؤلاء الذين يحضرون. أخي الأكبر كان شاعراً، فاشترى مسرحيات أحمد شوقي وجعل يقرأها على الناس، من هنا تكوّن حبي للشعر وإحساسي بموسيقا الشعر. لذلك تستغرب أنني لم أحاول ولا استمتعت في علم العروض في الصف الثاني كنت أهرب منها، كنت اعتمد على أذني أكثر من اعتمادي على علم العروض.
- هل كان للنكبة أثر عليك وعلى شعرك، وخصوصاً أنك عايشتها وشهدت أحداثها؟
قبل أن تحصل النكبة، كنت معبأ ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين، وعايشت مراحل ثورة الـ36 وما بعدها، وعايشت مرحلة التقسيم، فتكون لدي موقف سياسي ضد الاستعمار وضد الصهيونية. قرأت كثيراً عن الصهيونية قبل 1948، ولكن عندما وقعت نكبة 48 كانت صدمة لي وللكثيرين من عمري في ذلك الزمان، الذين عاشوا ما قبل النكبة وأتيح لهم أن يزورا أو يعيشوا في المدن الفلسطينية. كان ذلك صدمة كبيرة لهم، خاصة عندما يأتي أناس كانوا يعرفون كيف يعيشون.
أما بالنسبة لي، كان هنالك علاقة بيني وبين العديد من المدن الفلسطينية. عندما كنّا في الصفوف الابتدائية كان والدي في نهاية كل عام، عندما يقترب موعد الامتحانات يقول لنا إذا نجحتم جميعاً "خليكوا تروحوا فسحة لبلد"، إما يافا أو بلد أخرى. كان لي ثلاثة أعمام يعيشون في يافا وقد زرت يافا أكثر من مرة أنا وإخوتي، فرأينا مدينة جميلة وأماكن جميلة سحرتنا وظلت ساكنة في قلوبنا، وكان لي عمّان في بئر السبع، وكنت أُفتن جداً بجمال المدينة، ولم أرَ في حياتي أجمل من ليالي بئر السبع.
كان لي شقيقة تسكن في حيفا، فذهبت إلى حيفا أول مرة فرأيت شيئاً لم أره قبلاً، جبل الكرمل وأشجار الصنوبر وميناءً جميلاً وأناس مختلفين، وأيضاً رأيت جزءاً آخر من وطني.
وذهبت أيضاً إلى الخليل وإلى القدس، كل هذه الأماكن زرتها قبل النكبة، وخالي كان مدير بريد مدينة عكا، زرتها واستمتعت جداً فيها، أحمل ذكريات جميلة جداً عن شواطئ عكا، عن السور، عن الجامع، عن القلعة، كل الأماكن الموجودة في عكا سكنتني.
الشاهد أن الطفولة تترك في الإنسان أكثر حتى من الكبر ذكريات الأماكن التي يزورها لذلك كانت صدمة كبيرة لي عام 48 عندما نودي علينا للذهاب إلى الشاطئ لمعونة إخواننا الذين يصلون. أتت مراكب على شاطئ غزة، لم يكن في غزة ميناء، فكانت تقف المراكب الكبيرة التي يأتي عليها المهاجرون في الداخل ثم يُحمل النساء أو الأطفال أو الشيوخ يحملوا على الأكتاف ويوضعوا في الزوارق والزوارق تنقلهم إلى الشاطئ وعند الشاطئ يتلقفهم آخرون كنت أنا أحد هؤلاء الناس وعشت معهم كل المرحلة وأذهب إلى المدارس التي أقاموا فيها ثم انتقلوا إلى بعض الجوامع ثم أقيمت الخيام.
وفي عام 1950 نُقلوا إلى معسكرات اللاجئين في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وهذا كله ترك أثر في نفسي، وبدأت من عام 48 وبعده بالكتابة، والتزمت بهذه القضية حتى هذه اللحظة، ولي 25 ديواناً كلها للقضية الفلسطينية.
- هل تذكر أول قصيدة كتبتها؟
نعم أذكرها، وذكرتها في الفضائيات وغيرها، أول قصيدة كتبتها عن المأساة كانت عندما بدأت هيئة دولية توزع خياماً على اللاجئين، خياماً صغيرة لها هيئة الجرس لذلك سماها اللاجئون خيام الجرس. أول مخيم وأول وتد ضرب كان في منطقة عند شاطئ غزة اسمها "الجميزات" فيها عدد كبير من "الجميز"، وكانت أول خيمة تنصب هناك، وأحسست في تلك اللحظة وأنا أنظر إلى نساء حيفا ويافا وغيرهم، كيف تبدلت حالهم وكيف يستطيعون العيش في هذه الخيام بعد عيش النعيم والرغد، ولو وضعت نفسي مكانهم ماذا يحصل لي، فكانت أول قصيدة لي وعنوانها "الخيمة السوداء" قلت فيها:
أخي مهما ادلهمّ الليل سوف نطالع الفجرا
ومهما هدّنا الفقرُ أخي سنحطم الفقرا
أخي والخيمة السوداء قد أمست لنا قبرا
غدا سنحيلها روضاً ونبني فوقها قصرا
غدا يوم انطلاق الشعب يوم الوثبة الكبرى
سنمشي ملأ عين الشمس نحدو ركبها الحرا
فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى
وكتبت البيت الأخير في مخيم البريج في مدخل الشارع الكبير، كانت طوال تلك المدة حتى خروجنا عام 1967 معلقة على قطع من قماش (فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى).
- كيف تقرأ الآن بيت الشعر هذا بعد مرور ستين عاماً على كتابته ؟
لدي شعور كبير بعد هذه السنين وبعد هذا العام أن الرجوع قريب. عندما حصلت النكبة، الناس الذين كانوا يعيشون في ذلك الزمان كانوا يقولون هي فقط أيام أو شهور وسنرجع، ثم بدأ اليأس يسري، لكن بعد سنوات قليلة بدأ استرجاع الأنفاس، الفرق بين أولئك الناس وهذا الزمان ممكن أن تراه مما يفعلون، قرأتم وسمعتم أن الصهاينة في ذلك الزمان قالوا "الكبار يموتون والصغار ينسون"، الصغار الآن والأجيال التي جاءت كانت أشد تمسكا بالأرض وحلماً بهذه المدن أكثر من الذين رأوها، بدليل حتى طريقة النضال اختلفت، الأهل يرسلون أبناءهم للشهادة والكتابات الإسرائيلية تتحدث عن نهاية (إسرائيل).
س: كنت مسؤولاً عن مكتب منظمة التحرير في القاهرة، ثم ممثلاً لفلسطين لدى جامعة الدول العربية حتى 2006، أليس من الغرابة بمكان أنك لم تغير خطّك المقاوم والرافض للعملية السلمية؟
عملت في المنظمة منذ قيامها، وكنت مسؤولاً عن إعلام منظمة التحرير في قطاع غزة وعندما انتقلت إلى القاهرة تسلمت مكتب المنظمة هناك، وكنت مسؤولاً عن الفلسطينيين فيها، وكلفت بأن أحضر لجاناً في جامعة الدول العربية، وأن أكون ممثلها ثم مندوباً مناوباً للمنظمة لدى الجامعة العربية، واستمريت في منصبي هذا حتى عام 2006.
وقد انتهجت نهجاً منذ أن كنت مدرساً في غزة، المدرس لديه منهاج معين يجب إعطاءه للطلاب، كنت أضع منذ اليوم الأول من عملي برنامجاً ومنهجاً آخرين، وهو ما يتعلق بفلسطين، هناك مقررة أن يحفظوها وأنا أضيف دروساً غير مقررة لأجل فلسطين، وهذا كان خارج المنهاج، كنت ألتزم بما هو مطلوب مني، وما هو مطلوب مني للوطن، وشاءت الأقدار أنني ما اصطدمت بمن يعترض على أسلوبي، وعندما اشتغلت بمنظمة التحرير لا أذكر منذ بدأت حتى انتهيت أن أحداً أعترض على أسلوبي.
ولم أغيّر ثابتة من الثوابت ولم ألتزم بأي تغير، وأذكر أثناء عملي كممثل للمنظمة لدى الجامعة العربية، أنّ وفداًَ من غزة بعد أوسلو جاءني، يقولون لي الوزير يطلب منك أن تشطب موضوعاً كان يتعلّق بالانتفاضة من برنامجك، فقلت عندما يأتي الوزير فليشطب ما أراد، أما أنا فلن أشطب أي شيء، أنا سخّرت السياسة للشعر وليس العكس، ما كنت أقوله شعراً كنت التزم به سياسياً.
- كلمة أخيرة لجيل ما رأى فلسطين، لكن قلبه يطوف في أرجائها كلّ يوم؟
أقولها لي وللأجيال الحاضرة والأجيال من بعدي إلى أن نعود:
عائدون إننا لعائدون
الحدود لن تكون
والقلاع والحصون
فاهتفوا يا لاجئون إننا لعائدون
dodo- مشرفة ركن حواء
مواضيع مماثلة
» حوار بين زوجين
» حوار مع الشيطان
» حوار مصرى جدا
» حوار استاذ مع تلميذه
» حوار الزوج والزوجة عبر الأيام
» حوار مع الشيطان
» حوار مصرى جدا
» حوار استاذ مع تلميذه
» حوار الزوج والزوجة عبر الأيام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 23 يناير 2015, 00:50 من طرف أرادوس
» Windows XP SP3 SILKRoad MultiLangs 2009 v1.0
الجمعة 27 أبريل 2012, 10:34 من طرف masrya
» دفتر حضور يومي
الجمعة 13 أبريل 2012, 20:07 من طرف zorba
» حط اسم من عندك
السبت 16 يناير 2010, 23:39 من طرف ماريا
» لعبة رمي العضو من الطائرة
السبت 16 يناير 2010, 23:37 من طرف ماريا
» سجل حضورك باسم عضو
السبت 16 يناير 2010, 23:28 من طرف ماريا
» شو بتحب تقول للشخص يلي ببالك ..!!
السبت 16 يناير 2010, 23:26 من طرف ماريا
» شوف حظك في اول حرف لأسمك
الأربعاء 13 يناير 2010, 19:47 من طرف ماريا
» مين بتتوقع يرد وراك ؟!!!
الأربعاء 13 يناير 2010, 19:41 من طرف ماريا
» العب وشوف حظك فى حبك
الجمعة 18 ديسمبر 2009, 23:19 من طرف myheart.nabel
» هل من الممكن نسيان الحب الاول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السبت 28 نوفمبر 2009, 16:12 من طرف myheart.nabel
» الكذب والخداع
السبت 28 نوفمبر 2009, 14:57 من طرف ماريا
» سجل حضورك بـ نكتة
السبت 28 نوفمبر 2009, 14:53 من طرف ماريا
» أمثـال شعبيـة
السبت 28 نوفمبر 2009, 14:50 من طرف ماريا
» يا ترى من هو صاحب اغلى دمعة
السبت 28 نوفمبر 2009, 14:48 من طرف ماريا
» كابوووووووووووووس
السبت 28 نوفمبر 2009, 14:16 من طرف ماريا
» لماذا حين نختلف نفترق ! وحين نفترق نندم ؟؟
السبت 28 نوفمبر 2009, 14:13 من طرف ماريا
» مازلت احبك
السبت 28 نوفمبر 2009, 14:11 من طرف ماريا
» بقايا أمنيات
الأحد 15 نوفمبر 2009, 23:09 من طرف ماريا
» حــكمتـي .. لهـــــذا اليـــــــوم
الأربعاء 11 نوفمبر 2009, 23:11 من طرف ماريا
» عبر عن حالتك النفسيه باغنيه
الأربعاء 11 نوفمبر 2009, 20:59 من طرف myheart.nabel
» سكر الفاكهة يرفع ضغط الدم
الأربعاء 11 نوفمبر 2009, 17:15 من طرف zorba
» شدو العندليب في حضرة السيف.. كتابنا يناقشون أدب العقيد القذافي!
الثلاثاء 10 نوفمبر 2009, 12:25 من طرف zorba
» الإعلام العربي في أحضان الإنترنت
الثلاثاء 10 نوفمبر 2009, 12:07 من طرف zorba
» الفساد السياسي يكلف العالم 1.6 تريليون دولار سنويا
الثلاثاء 10 نوفمبر 2009, 11:57 من طرف zorba
» لعبة سفينة التايتنيك ...
الثلاثاء 10 نوفمبر 2009, 11:45 من طرف ماريا
» لعبة بدون مسافات
الثلاثاء 10 نوفمبر 2009, 11:42 من طرف ماريا
» كارل ماركس
الثلاثاء 10 نوفمبر 2009, 11:36 من طرف zorba
» حروف باكيه
الإثنين 09 نوفمبر 2009, 16:46 من طرف ماريا
» ان كيدهن عظيم
الإثنين 09 نوفمبر 2009, 15:47 من طرف أميرة الورد