بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



صحيح أن الدنيا ساعة وأننا نعيش في غفلة لا ندرك فيها هذه الحقيقة وأن الحياة مهما طالت فيه كما بين الأذان والإقامة



لقد انتشر بين الناس الأذان في اذن المولود اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى لاعتقادهم بأن هذا سنة عنه صلى الله عليه وسلم
كما انتشرت أحديث عدة في المنتديات وخاصة-لللأسف- التي تسمي نفسها منتديات اسلاميةحول هذا العمل


لكن هل صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل هذا؟



لقد روي هذا عنه صلى الله عليه وسلم ولكن هل ماروي يرقى إلى درجة الصحيح؟




أولاً :
حديث عن الحسين بن على رضي الله عنهما كما عند ابن السني والبيهقي في الشعب وأبي يعلى في مسنده من طرق عن يحي بن العلاء البجلي عن مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن حسين بن على رضي الله عنهما قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم يضره أم الصبيان . أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم 623 ، والبيهقي في الشعب برقم 8619 وأبي يعلى الموصلي ج 12 / 6780
والحديث موضوع لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم



ثانيا :
حديث أم الفضل الذي رواه الطبراني في المعجم الأوسط فقال : حدثنا النعمان بن أحمد نا أحمد بن رُشْد بن خثيم الهلالي حدثني عمي سعيد بن خثيم عن حنظلة بن أبي سليمان عن طاوس عن عبد الله بن عباس حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت : مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بالحجر فقال : يا أم الفضل ، قلت لبيك يارسول الله قال : إنك حامل بغلام ؟ ، قلت : يارسول الله وكيف ؟! وقد تحالفت قريش أن لايأتوا النساء ؟ قال : هو ما أقول لك ، فإذا وضعتيه فأتني به ؟ ، قالت : فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في أذنه اليسرى ، وألبأه من ريقه وسماه عبد الله ، ثم قال : اذهبي بأبي الخلفاء ، قالت : فأتيت العباس فأعلمته ، وكان رجلاً لباساً جميلاً موتئد القامة ، فتلبس ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه ، ثم أقعده عن يمينه ، ثم قال : هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه ، فقال العباس : بعض القول يا رسول الله ! قال : ولم لا أقول هذا يا عم وأنت عمي وصنو أبي ، وبقية أبائي ووارثي وخير من أخلف من بعدي من أهلي ، قلت : يا رسول الله قالت أم الفضل كذا وكذا قال : هي لك يا عباس بعد ثنتين وثلاثين سنة ومائة ، ثم منكم السفاح والمنصور والمهدي ، ثم في أولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلي بالمسيح بن مريم . المعجم الأوسط ج 9 / 9250
والحديث باطل في سنده أحمد بن رشد


ثالثاً :
حديث ابن عباس أخرجه البيهقي في شعب الإيمان برقم 8620
قال وأخبرنا على بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا محمد بن يونس نا الحسن بن عمر بن سيف السدوسي نا القاسم بن مطيب عن منصور بن صفية عن أبي معبد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم :
أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى والحديث ضعيف .
في سنده القاسم بن مطيب
قال ابن حبان : يخطئ كثيرا فاستحق الترك . المجروحين 2759
وذكره الذهبي في ديوان الضعفاء والمتروكين وقال :
تركه ابن حبان . الديوان ج 2 / 3428
قال ابن حجر في اللسان : القاسم بن مطيب ضعفه يحيى بن معين ج 8 / 330



رابعاً :
أثر يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يؤذن في اليمنى ويقيم في اليسرى إذا ولد الصبي . أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج 4 / 336
قال الحافظ في التلخيص حديث عمر بن عبد العزيز أنه كان إذا ولد له ولد أذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم أره عنه مسندا . ج 4 / 149
وقال الشوكاني :
قوله أذن في الحسين عليه السلام الخ فيه استحباب التأذين في أذن الصبي عند ولادته وحكي في البحر استحباب ذلك عن الحسن البصري واحتج على الإقامة في اليسرى بفعل عمر بن عبد العزيز قال وهو توقيف وقد روى ذلك ابن المنذر عنه أنه كان إذا ولد له ولد أذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى




قال الحافظ لم أره عنه مسندا انتهى ج 5 / 230



هذا في شأن الإقامة
اما بخصوص الأذان فقد ورد فيه آثار حسنة
ففي الحديث الذي حسنه الألباني في صحيح أبي داوود وصحيح الترمذي
حيث أخرجه أبي داوود برقم 5105 والترمذي برقم 1569وعلق عقبه بقوله :" حيث حسن صحيح "
وعلق الألباني رحمة الله عليه في كليهما بلفظ " حسن " وكذلك في إرواء الغليل



اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه


اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمل وعملا يارب العالمين




والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاك الله خيرا اخي الكريم لاكن انا اري ان انتشارهذا الامر بين الناس ليس من البدع بمنعي انه في اخر حديثك ان الحديث حسنه الالباني في صحيح ابي داوود وصحيح الترمذي فهذا امر حسن لا يمس العقيده لاكن الاولي ان نتحدث عن الامور المبتدعه مثل السبوع واعياد الميلاد هذه امور ليست من السنه بل هي بدع غربيه فالسنه هي العقيقه للمولود شكرا اخي الكريم علي توضيح الحديث لاكن لابد ان نفرق بين ماهو حسن وماهو بدعه